تـعـب الـذكـريـات



تعب الذكريات 

في الغربة
وجهي امام وجه الغريب
أتعب ..؟
وتعبت من هذه الوجوه حين تخاطبني
تعبت من تجوال معهم
في مدن الضائعة
في مدن النابعة من الغرباء
كأنها الموت
أنها العذاب ..
تعبت منهم
تعبت من سماعي لموسيقاهم
موسيقة الهيب هوب
التي تعزف في كل مكان
فكيف لا اشتاق الى المواويل والنغمات
التي تطربها صوت الاصول
التي تطربها صوت بلدي
عربيا ً.. كورديا ً
انها لغتي يا عالم
فكيف لا أبكي على أمي
وعلى لغتها
وتعليمها لي
أشتقت لأمي
ولحنانها
أشتقت لقريتي
ولهوائها
لبلدي وترابي

أشتقت لصديقي
الذي كنت لا اخشى الابتعاد عنه
صديق العمر
صديق الحياة
معا ً دوما ُ
في الايام صعبة الحزينة
ومفرحة السعيدة

كيف لا أبكي
كيف لا أتعب
والخرافات ...
ملغومة بعقلي
وحول عيناي

صدف اصادفها بالاخرسين

كيف
كيف لا اتعب
والذكرى تلاشت

اتعب ..
وتعبت في ذكرى رفاقي
الذين رحلوا
ومن امام ناظري

اما هي ... ورحيلها .؟
والتي هي جرح القصيدة
لكن الان ..؟
شطبت اسمها بممحاة
لكي لا اراها في الذكرى
شطبتها لاني فارقتها
و لأني فارقت بلدي
وذكرياتي
اهلي
اصدقائي

هي كانت بلدي
واني اسكن فيها
بلدي حبيبتي
حبيبتي بلدي
والان انا مشتاق
الى دمدمات العشق
الى ذكريات الصامتة
فكيف لا أتعب في تذكر الذكريات
ذكريات الضائعة





هيمان الكرسافي




.